مجموعة البنك الدولي تساعد على النهوض بتعليم الفتيات والنساء
في ضوء التحديات والمخاطر التي تواجهها الفتيات والنساء والتي يتوجب عليهن التغلب عليها، فإن هاشتاغ الشعار العالمي للاحتفال باليوم الدولي للمرأة لعام 2017 "كن جريئاً من أجل التغيير" (BeBoldForChange#) يعد مناسبا، وهو دعوة واضحة للعمل. ولمَ لا وتوفير الدعم للفتيات والنساء عامل أساسي لتحقيق هدفي مجموعة البنك الدولي لإنهاء الفقر المدقع بحلول عام 2030 وتعزيز الرخاء المشترك.في أبريل/نيسان 2016، تعهد رئيس مجموعة البنك الدولي جيم يونغ كيم باستثمار 2.5 مليار دولار على مدى خمس سنوات من خلال المشاريع التعليمية التي تعود بالنفع المباشر على المراهقات. وفي أقل من عام، ارتبطت المجموعة بالفعل بتقديم 600 مليون دولار في مشاريع تعزز التغيير الإيجابي من خلال تعليم المراهقات وتمكينهن من أسباب القوة. ونسلط الضوء فيما يلي على مشروعين من أحدث الأمثلة على ذلك في أوروغواي وهايتي.أوروغوايفي أوروغواي، تواجه الفتيات والنساء معدلات عالية للعنف القائم على نوع الجنس في المدارس، إذ تحدث الأفكار والقوالب النمطية للجنسين في المناهج الدراسية تأثيرا سلبيا في أدائهن الدراسي، وهو ما يزداد سوءا من جراء نقص الوعي وعدم مراعاة احتياجاتهن في الفصول الدراسية. ويتعلق الأمر مباشرة بالأفكار النمطية السائدة في في مجتمع أوروغواي عن دور الذكور والإناث، ولذلك آثار طويلة الأمد على فرص تطوير المرأة، مثل فرص التشغيل. وتمثل معالجة التحيز الذي تواجهه النساء والفتيات إحدى أهم أولويات الحكومة.وسيعمل مشروع تحسين نوعية التعليم الأولي والابتدائي في أورغواي (40 مليون دولار) على تعميم مجموعة من الأنشطة في قطاع التعليم بغرض تزويد المدرسين بأدوات جديدة لمعالجة أوجه عدم المساواة بين الجنسين. وسيدعم المشروع التدريب الذي يركز على تعزيز الوعي بأبعاد الفروق بين الجنسين في عملية التعليم، وخاصة القواعد الاجتماعية الراسخة بشأن موقع كل من الرجل والمرأة. كما سيجري دراسة في ربوع البلاد عن المساواة بين الجنسين سيتم استخدامها كخط أساس لإعداد خطة العمل بشأن المساواة بين الجنسين للفترة من 2017 إلى 2020 للتصدي للتحديات التي تواجهها الفتيات في المدرسة.وعن ذلك، تقول ريما نيار، المديرة بقطاع الممارسات العالمية للتعليم بمكتب منطقة أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي بمجموعة البنك الدولي "نأمل أن يصبح ذلك حافزا للحلول طويلة الأجل مثل تعزيز وصول المرأة إلى سوق العمل ومنع العنف المنزلي ضد النساء والفتيات".هايتيفي هايتي، تترك العديد من الفتيات الدراسة في سن مبكرة. ويرتبط ذلك بعوامل اجتماعية مثل الزواج المبكر، حيث تظهر أحدث البحوث أن 17% من الفتيات يتزوجن قبل سن 18 عاما.سيشمل مشروع توفير التعليم جيد النوعية في هايتي – الذي تمت الموافقة عليه مؤخرا بتكلفة 30 مليون دولار – أنشطة تدخلية من شأنها إدماج منظور المساواة بين الجنسين في تصميم البنية التحتية لمرافق الصرف الصحي، وتدريب المعلمين، وأنشطة المشاركة المجتمعية لدعم حصول الأطفال على تعليم ابتدائي جيد وإتمامه بنجاح.ويساعد "برنامج التعليم للجميع في هايتي" على تمكين الأطفال من المواظبة على حضور الدراسة الابتدائية وإتمامها من خلال برنامج للإعفاء من المصروفات المدرسية. وجيسيكا برودنت، ابنة الأحد عشر ربيعا والتلميذة بالصف السادس، هي إحدى المستفيدات من هذا المشروع، وهي تعيش في أحد أفقر الأحياء في العاصمة بورت أو برانس. ومع ضمان حصولها على التعليم، تمضي جيسيكا على طريق تحقيق أحلامها.وعن ذلك، تقول جيسيكا "أود أن أكون ممرضة عندما أكبر، وذلك كي أتمكن إذا مرض أحد أفراد أسرتي من العناية به. لكن لكي أنجح لابد أن أتم دراستي، ويجب كذلك أن اجتهد في استذكار دروسي كي أتمكن من الانتقال إلى الصف التالي". يُشار هنا إلى أن نسبة لا تتعدى 50% من التلاميذ والتلميذات في هايتي هي التي تتم بنجاح المرحلة الابتدائية في الوقت المحدد، كما فعلت جيسيكا. دعم الفتيات والنساء من خلال التعليم والأنشطة التي تعزز التمكينإن اتخاذ إجراءات شجاعة من أجل تمكين الفتيات والنساء أمر ضروري على الصعيد العالمي، وهو ما تعكسه الأولويات المؤسسية لمجموعة البنك الدولي وما تقوم به من عمل تحليلي واستثمارات: من تنفيذ استراتيجية المساواة بين الجنسين، إلى إجراء تحليل الحالة بشأن استمرار الفتيات في الدراسة في زامبيا وملاوي، ودعم بنات اللاجئين السوريين للالتحاق بالمدارس في لبنان، وتوفير قسائم للرسوم المدرسية للفتيات المراهقات الأكثر ضعفا في إقليم البنجاب، بباكستان.